لماذا تعتبر اشعة الشمس في فصل الخريف مضرة بالصحة


 مقدمة

يعتقد الكثيرون أن أشعة الشمس في فصل الخريف أقل حدة من فصل الصيف، لكن الحقيقة العلمية تؤكد أن الأشعة فوق البنفسجية الضارة تظل نشطة حتى في الأيام الغائمة والباردة. تختلف طبيعة تأثير الشمس في الخريف بسبب تغير زاوية سقوط الأشعة وطول فترة التعرض، إضافة إلى العوامل السلوكية للإنسان التي تجعله أقل حرصاً على الحماية من الشمس. تشكل الأشعة المنعكسة من الأسطح والأرض في الخريف خطراً خفياً   انخفاض درجة الحرارة الذي يخدع الأشخاص ويجعلهم يتجاهلون إجراءات الوقاية.


تغير زاوية سقوط الأشعة وزيادة الاختراق

تغير الشمس مسارها في فصل الخريف حيث تسقط بأشعة أكثر ميلاً مما يزيد من مساحة الجلد المعرضة مباشرة للأشعة فوق البنفسجية. تخترق الأشعة فوق البنفسجية من النوع A الغيوم والضباب بسهولة أكبر في الخريف، وتصل إلى طبقات الجلد العميقة بشكل أكثر فعالية. تظهر الدراسات أن الأشعة UV-A التي تسود في الخريف تسبب تلفاً تراكمياً طويل المدى للخلايا، مما يزيد من خطر الشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد. يؤدي انخفاض زاوية الشمس إلى تعريض مناطق مثل الوجه والعنق واليدين لجرعات أعلى من الأشعة خلال الأنشطة اليومية العادية.


السلوك البشري الخادع وتراجع الوعي الوقائي

يميل الناس في الخريف إلى التخلي عن استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس   انخفاض درجة الحرارة وغياب الإحساس بالحرقة. تزيد فترات المشي والأنشطة الخارجية في الخريف بسبب تحسن الطقس، مما يطيل مدة التعرض للأشعة دون حماية كافية. يعتقد البعض أن التان الخفيف الذي اكتسبوه في الصيف يوفر حماية طبيعية، وهو مفهوم خاطئ تماماً. يتجاهل الكثيرون حماية أعضاء حساسة مثل العينين والشفتين في الخريف، مما يعرضهم لخطر الإضرار بشبكية العين والإصابة بسرطان الشفة.


تراكم الأضرار واختلاف حساسية الجلد

تتعرض البشرة في بداية الخريف لآثار تلف الصيف التي لم تلتئم ، مما يجعلها أكثر عرضة للضرر التراكمي. تسبب الأشعة فوق البنفسجية في الخريف كسر ألياف الكولاجين والإيلاستين في الجلد، مما يسرع ظهور التجاعيد والبقع الداكنة. تزداد حساسية الجلد بعد الصيف   ضعف حاجز الجلد الطبيعي، مما يجعله أكثر تفاعلاً مع الأشعة فوق البنفسجية. يلاحظ أطباء الجلدية زيادة في حالات التقرن الشمسي وسرطانات الجلد في الخريف   التعرض التراكمي خلال الصيف والخريف معاً.


نقص فيتامين د والخلل المناعي

يؤدي صدور  شدة الأشعة فوق البنفسجية من النوع  في الخريف إلى نقص إنتاج فيتامين د في الجلد، مما يضعف المناعة الطبيعية. يتعارض النقص المبكر لفيتامين د مع قدرة الجلد على إصلاح التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. تضعف المناعة الجلدية في الخريف   التغيرات المناخية المفاجئة، مما يقلل من قدرة الجلد على مقاومة الآثار المسرطنة للأشعة. يخلق هذا الضعف المناعي حلقة مفرغة حيث يصبح الجلد أقل قدرة على حماية نفسه من الأضرار اللاحقة.


الوقاية من أشعة الخريف تتطلب استمرار العادات الصحية التي نتبعها في الصيف، مع تعديلات تتناسب مع التغيرات المناخية. لا ينبغي الاستهانة بأشعة الخريف بسبب برودة الطلق، فالوعي بالمخاطر الخفية يحمي من الآثار التراكمية الخطيرة. الفحص الدوري للجلد واستشارة أطباء الجلدية تساعد في الكشف المبكر عن أي أضرار ناتجة عن التعرض الشمسي. تبقى الحماية الشاملة من الشمس ضرورة على مدار السنة، وليس فقط في فصل الصيف.

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم