العادات الغذائية غير المتوازنة
يعتبر الاستهلاك المتكرر للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية الفارغة والفقيرة بالعناصر الغذائية الأساسية سببًا رئيسيًا لتراكم الوزن الزائد، ويشمل ذلك الإفراط في تناول الوجبات السريعة المقلية واللحوم المصنعة والمشروبات المحلاة بالسكر والعصائر الصناعية التي تحتوي على كميات هائلة من السكر المضاف، بالإضافة إلى ذلك فإن الاعتماد على الكربوهيدرات المكررة كالخبز الأبيض والمعجنات والحلويات دون توازن مع البروتينات والألياف والفيتامينات يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر بالدم يتبعه انخفاض حاد يزيد الشعور بالجوع والرغبة في تناول المزيد من الطعام، كما تساهم الحصص الغذائية الكبيرة جدًا وتناول الطعام بلا وعي أمام الشاشات أو في أوقات متأخرة من الليل في زيادة مدخول السعرات الحرارية اليومية بما يفوق حاجة الجسم الفعلية.
قلة النشاط البدني والحركة
تعد الحياة العصرية المستقرة من أكبر التحديات التي تواجه الحفاظ على وزن صحي حيث تقتضي العديد من الوظائف الجلوس لساعات طويلة أمام الحواسيب مع اعتماد كبير على وسائل النقل بدل المشي أو ركوب الدراجة، يؤدي هذا النمط إلى انخفاض كبير في معدل حرق السعرات الحرارية اليومية مما يسهل حدوث فائض طاقوي يتحول إلى دهون مختزنة في الجسم، حتى الأنشطة اليومية البسيطة كصعود السلالم أو التنقل داخل المنزل أو البقالة أصبحت محدودة بسبب توفر وسائل الراحة والتوصيل المنزلي، بالإضافة إلى ذلك فإن عدم ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة سواء كانت تمارين هوائية لتحسين كفاءة القلب والرئة أو تمارين المقاومة لبناء الكتلة العضلية التي تزيد من معدل الأيض يساهم في استمرار هذه المشكلة.
العوامل النفسية والضغوط العصبية
تلعب الحالة النفسية دورًا محوريًا في تنظيم الشهية واختيارات الطعام حيث يلجأ الكثيرون إلى الطعام كوسيلة لمواجهة الضغوط النفسية والقلق والتوتر المزمن أو لتخفيف مشاعر الحزن والملل والفراغ العاطفي، يؤدي التوتر المستمر إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول الذي يحفز الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون خصوصًا في فترات المساء، كما يرتبط الحرمان المزمن من النوم الجيد باضطراب في هرموني الجريلين واللبتين المسؤولين عن تنظيم الإحساس بالجوع والشبع مما يزيد الشهية ويضعف الإرادة تجاه الخيارات الغذائية الصحية، وقد تتسبب بعض الأدوية النفسية كبعض مضادات الاكتئاب في زيادة الوزن كأثر جانبي.
العوامل الوراثية والهرمونية
رغم أن الجينات لا تحدد المصير بشكل مطلق إلا أن لها تأثيرًا ملحوظًا على قابلية الفرد لزيادة الوزن من خلال تنظيم سرعة عملية التمثيل الغذائي وكيفية تخزين الدهون في الجسم وتوزيعها وطريقة استجابة الدم لإشارات الجوع والشبع، كما توجد بعض الحالات الهرمونية المرضية التي تساهم في زيادة الوزن مثل قصور الغدة الدرقية الذي يبطئ الأيض ومتلازمة تكيس المبايض لدى النساء التي تترافق مع مقاومة الإنسولين وزيادة الشهية ومتلازمة كوشينغ المرتبطة بفرط الكورتيزول، بالإضافة إلى ذلك فإن التغيرات الهرمونية الطبيعية خلال مراحل كالحمل وانقطاع الطمث تؤثر على وزن الجسم وتوزيع الدهون وتجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة في تلك الفترات.
العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية
يتشكل سلوك الأفراد الغذائي بشكل كبير تحت تأثير البيئة المحيطة بدءًا من الإعلانات التجارية الجذابة المستمرة التي تروج للأطعمة غير الصحية مرورًا بتوافرها السهل في كل مكان وبأسعار رخيصة مقارنة بالخيارات الصحية الطازجة كالفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون، كما تؤثر التقاليد الاجتماعية والعائلية المرتبطة بالمناسبات والاحتفالات التي تتمحور غالبًا حول موائد دسمة غنية بالدهون والسكريات في تشجيع الإفراط في الأكل، ولا يمكن إغفال دور الظروف الاقتصادية حيث يصعب على الأسر محدودة الدخل الحصول على أغذية عضوية أو عضوية طازجة بشكل منتظم مقابل سهولة اقتناء الأطعمة المصنعة ذات العمر التخزيني الطويل والتي غالبًا ما تكون عالية بالسعرات ومنخفضة القيمة الغذائية.