أنواع الفطريات الشائعة التي تصيب أظافر اليدين
تُعد فطريات الأظافر، المعروفة طبيًا باسم الفطار الظفري (Onychomycosis)، من العدوى الشائعة التي قد تصيب أظافر اليدين والقدمين على حد سواء، على الرغم من أنها أكثر انتشارًا في القدمين. تنشأ هذه العدوى غالبًا عن طريق كائنات فطرية دقيقة تسمى الفطريات الجلدية (Dermatophytes)، وهي المسؤولة عن الغالبية العظمى من الحالات. تعمل هذه الفطريات على تكسير مادة الكيراتين، المكون الرئيسي للظفر، مما يؤدي إلى تغير مظهره وتلف بنيته. ومن الأنواع الشائعة أيضًا التي قد تسبب العدوى فطر المبيضات (Candida)، وهو نوع من الخميرة، خاصةً لدى الأشخاص الذين تتعرض أيديهم بشكل متكرر للماء أو الرطوبة، مثل العاملين في مجال التنظيف أو المطاعم، أو المصابين بضعف في الجهاز المناعي. تبدأ الأعراض عادة ببقعة بيضاء أو صفراء مائلة إلى البني تحت طرف الظفر، ومع تقدم العدوى، يزداد سمك الظفر، ويصبح هشًا ومتفتتًا، وقد ينفصل عن فراش الظفر، وقد يصاحب ذلك رائحة كريهة. من الضروري التفريق بين هذه العدوى وبين حالات أخرى مثل الصدفية التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، ويتم ذلك من خلال الفحص المخبري لقصاصة من الظفر المصاب.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بفطريات أظافر اليدين
تنتقل فطريات الأظافر عادة عبر البيئات الرطبة أو من خلال ملامسة شخص مصاب أو أدوات ملوثة. الرطوبة هي العامل الأبرز الذي يساهم في نمو الفطريات وازدهارها، ولذلك فإن الأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم تعريض أيديهم للماء لفترات طويلة دون ارتداء قفازات واقية، يكونون أكثر عرضة للإصابة بفطريات اليدين مقارنة بغيرهم. كما أن استخدام أدوات العناية بالأظافر (المانيكير والباديكير) غير المعقمة في صالونات التجميل يُعد ناقلًا مباشرًا للعدوى الفطرية من شخص لآخر. إلى جانب العوامل البيئية، تلعب بعض العوامل الصحية دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإصابة بالفطار الظفري، ومن أهمها: الإصابة بمرض السكري، حيث يؤدي ضعف الدورة الدموية إلى صعوبة وصول المواد المغذية وخلايا المناعة للظفر، أو ضعف الجهاز المناعي بشكل عام، كالمصابين ببعض الأمراض المزمنة أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة. كذلك، فإن وجود إصابات أو تشققات سابقة في الظفر أو الجلد المحيط به يوفر للفطريات بوابة دخول سهلة إلى فراش الظفر.
العلاجات الدوائية الموضعية والجهازية
يعتمد علاج فطريات الأظافر على شدة العدوى ونوع الفطر المسبب لها، ويستلزم غالبًا استشارة الطبيب المختص لضمان التشخيص الصحيح وتحديد خطة العلاج المناسبة. في الحالات الخفيفة والمتوسطة، قد يصف الطبيب علاجًا موضعيًا، مثل طلاء الأظافر المضاد للفطريات الذي يحتوي على مواد فعالة مثل سيكلوبيروكس (Ciclopirox) أو أمورولفين (Amorolfine). يتم تطبيق هذا الطلاء بانتظام على الظفر المصاب، ولكنه قد لا يكون فعالًا في اختراق الظفر السميك والوصول إلى العدوى الكامنة تحته. أما في الحالات الشديدة أو عندما تفشل العلاجات الموضعية، يصبح العلاج عن طريق الفم (الجهازي) هو الخيار الأكثر فعالية، حيث تصل الأدوية إلى الظفر عبر مجرى الدم. وتشمل هذه الأدوية التيربينافين (Terbinafine) والإيتراكونازول (Itraconazole) والفلوكونازول (Fluconazole). يتطلب العلاج الجهازي فترة طويلة قد تمتد لعدة أشهر (عادة من ستة أسابيع لليدين إلى عدة أشهر)، ويتطلب متابعة دورية لوظائف الكبد، إذ قد تحمل هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية. وفي بعض الحالات النادرة والشديدة، قد يلجأ الطبيب إلى الإزالة الجراحية أو الكيميائية للظفر المصاب.
الخيار العلاجي بالليزر والإجراءات المساعدة
إلى جانب العلاجات التقليدية، ظهرت تقنيات حديثة لعلاج الفطار الظفري، وأبرزها العلاج بالليزر. تستخدم أشعة الليزر لاستهداف وقتل الفطريات الموجودة تحت الظفر، وذلك عن طريق تسخينها. يُعد العلاج بالليزر خيارًا واعدًا وفعالًا في بعض الحالات، خاصةً لمن لا يستطيعون تحمل الآثار الجانبية للأدوية الفموية. يتميز هذا العلاج بكونه غير جراحي ولا يتطلب فترة نقاهة، ولكنه قد يتطلب عدة جلسات وقد تكون تكلفته مرتفعة. ومن الإجراءات المساعدة المهمة في العلاج: تقليم وترقيق الظفر المصاب بانتظام. يساعد ترقيق الظفر على إزالة الجزء الأكبر من المادة الفطرية وتخفيف الضغط، كما يسهل اختراق الأدوية الموضعية لسرير الظفر. يجب أن يتم هذا الإجراء بعناية بواسطة أخصائي القدم أو طبيب الجلدية لتجنب الإصابة. وأخيرًا، يجب على المريض أن يتحلى بالصبر، لأن علاج الفطريات يستغرق وقتًا طويلًا حتى ينمو ظفر صحي جديد ليحل محل الظفر المصاب بالكامل.
تدابير العناية الذاتية والوقاية من العدوى
بما أن فطريات الأظافر غالبًا ما تتكرر حتى بعد العلاج الناجح، فإن العناية الذاتية والوقاية تلعب دورًا حيويًا. أهم خطوة وقائية هي الحفاظ على جفاف ونظافة اليدين والأظافر بشكل مستمر. يجب تجفيف اليدين جيدًا بعد الغسيل أو التعرض للماء، مع التركيز على المسافات بين الأصابع. يُنصح بارتداء قفازات مطاطية مبطنة بالقطن عند غسل الأطباق أو أداء الأعمال المنزلية التي تتطلب التعرض المستمر للماء والرطوبة. كما ينبغي تجنب قضم الأظافر أو إزالة الجلد المحيط بها بقوة، لأن ذلك يفتح الباب لدخول الفطريات. أما فيما يخص أدوات العناية بالأظافر، فيجب التأكد من تعقيمها جيدًا بعد كل استخدام، ويفضل عدم مشاركتها مع الآخرين. كما يمكن لبعض العلاجات المنزلية، مثل نقع الأظافر في خليط من الخل الأبيض والماء أو استخدام زيت شجرة الشاي المركز الموضعي، أن يكون فعالًا كعلاج مساعد في المراحل المبكرة أو كإجراء وقائي نظرًا لخصائصها المضادة للفطريات. وفي جميع الأحوال، يجب عدم التوقف عن العلاج الدوائي الموصوف من قبل الطبيب بمجرد ملاحظة تحسن، بل يجب الاستمرار حتى ينمو الظفر الصحي بالكامل.
