تأثير البقوليات على القولون العصبي


    

تعتبر البقوليات من الأطعمة المغذية الغنية بالبروتين والألياف، لكنها قد تسبب تهيجاً للقولون العصبي لدى بعض الأشخاص   محتواها العالي من المركبات التي يصعب هضمها. تحتوي البقوليات على أنواع محددة من الكربوهيدرات تسمى FODMAPs التي تسبب انتفاخاً وغازات لدى الأشخاص الحساسين. هذه المركبات تمر عبر الأمعاء الدقيقة دون هضم كامل لتصل إلى القولون حيث تتخمر بواسطة البكتيريا منتجة الغازات. الأشخاص المصابون بالقولون العصبي يعانون من حساسية متزايدة  هذه الغازات والانتفاخات مما يسبب لهم الألم وعدم الراحة. ليس جميع البقوليات تؤثر بنفس الدرجة، كما أن استجابة الأفراد تختلف بشكل كبير   حالة القولون لديهم ونسبة البكتيريا النافعة.


المركبات المسببة للتهيج في البقوليات



تحتوي البقوليات على مركبات مثل الـ oligosaccharides وخاصة raffinose و التي تسبب معظم المشاكل للقولون العصبي. هذه المركبات تتطلب إنزيم alpha-galactosidase لهضمها، وهو إنزيم غير متوفر بشكل كافي في الجهاز الهضمي للإنسان. نتيجة لذلك، تصل هذه السكريات غير المهضومة إلى القولون حيث تقوم البكتيريا بتخميرها منتجة كميات كبيرة من الغازات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض البقوليات على مركبات مضادة للمغذيات مثل phytates وlectins التي قد تزيد من تهيج الأمعاء عند بعض الأشخاص. محتوى البقوليات العالي من الألياف غير القابلة للذوبان قد يزيد الأمور سوءاً لدى المصابين بالقولون العصبي خاصة خلال فترات النوبات الحادة.


الاختلافات الفردية في تحمل البقوليات


تختلف استجابة الأشخاص للبقوليات بشكل كبير   عدة عوامل منها تركيب البكتيريا النافعة في الأمعاء، وشدة حساسية القولون، ونوع البقولية المستهلكة. بعض البقوليات مثل العدس الأحمر المقشور تكون أسهل هضماً من الحمص أو الفول العادي. طريقة التحضير تلعب دوراً كبيراً في تقليل المركبات المسببة للتهيج، حيث أن النقع والطهي الجيد يقللان من محتوى FODMAPs في البقوليات. الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الـ FODMAPs يلاحظون تحسناً ملحوظاً في أعراض القولون العصبي عند تجنب البقوليات عالية المحتوى من هذه المركبات.


استراتيجات استهلاك البقوليات لمرضى القولون العصبي


يمكن لمرضى القولون العصبي الاستفادة من القيمة الغذائية للبقوليات دون المعاناة من الآثار الجانبية  اتباع استراتيجيات ذكية. البدء بكميات صغيرة جداً وزيادتها تدريجياً لاختبار تحمل القولون. نقع البقوليات لمدة 12-24 ساعة مع تغيير الماء عدة مرات أثناء النقع. استخدام إنزيم alpha-galactosidase المتوفر كمكمل غذائي ليساعد في هضم المركبات الصعبة. اختيار البقوليات الأسهل هضماً مثل العدس الأحمر المقشور والبدء بها. طهي البقوليات جيداً حتى تصبح طرية جداً لتقليل محتواها من المركبات المسببة للغازات. تناول البقوليات مع الأطعمة الأخرى التي تساعد على الهضم مثل الزنجبيل والكمون.


البقوليات ليست ضارة لجميع مرضى القولون العصبي، لكنها تتطلب إدارة حكيمة للكميات وطريقة التحضير. الفهم الجيد لاستجابة الجسم الفردية للبقوليات المختلفة يساعد في تحديد الأنواع والكميات المناسبة. الاستشارة مع أخصائي التغذية يمكن أن تساعد في وضع خطة غذائية شخصية تشمل البقوليات دون التسبب في تهيج القولون. التجريب الذاتي المدروس والتدريج في إدخال البقوليات يمكن أن يساعد العديد من المرضى على تحملها والاستفادة من قيمتها الغذائية العالية.

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم