أسباب النحافة المفرطة للجسم



 

الأسباب الطبية العضوية  

تعد الأمراض العضوية من العوامل الأساسية للنحافة الشديدة حيث تؤثر اضطرابات الغدد الصماء كفرط نشاط الغدة الدرقية على عملية التمثيل الغذائي وتزيد من حرق السعرات الحرارية بشكل كبير كما أن الأمراض المزمنة كالسكري غير المنضبط والسرطان وأمراض الجهاز الهضمي مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي تعيق امتصاص العناصر الغذائية الأساسية بالإضافة إلى ذلك تسبب الالتهابات الطفيلية والعدوى المزمنة مثل السل استنزافاً مستمراً لموارد الجسم وتؤدي الأمراض المناعية الذاتية إلى استهلاك طاقة كبيرة لمقاومة الجسم لنفسه  


الاضطرابات النفسية والعقلية 

تلعب الصحة النفسية دوراً محورياً في فقدان الوزن غير المخطط فاضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي تتسبب في تجويع الجسم عمداً أو التخلص من الطعام بطرق غير صحية كما أن الاكتئاب الحاد يقلل من الرغبة في تناول الطعام ويؤثر على الشهية بينما تزيد حالات القلق والتوتر المزمن من عمليات الأيض وتقلل من كفاءة امتصاص الغذاء كذلك يمكن أن تؤدي الصدمات النفسية أو اضطراب ما بعد الصدمة إلى تغييرات فسيولوجية تمنع اكتساب الوزن الطبيعي  



سوء التغذية ونقص المغذيات  

يؤدي عدم الحصول على نظام غذائي متوازن إلى نقص حاد في السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الحيوية حيث يرتبط الفقر وعدم توفر الأطعمة الغنية بالبروتينات والدهون الصحية بنقص الوزن المزمن كما أن الاعتماد على أنظمة غذائية قاسية أو غير مدروسة يسبب حرمان الجسم من احتياجاته الأساسية بالإضافة إلى ذلك يتسبب نقص الفيتامينات مثل فيتامين د وبعض المعادن كالحديد والزنك في اضطراب وظائف الجسم الحيوية وضعف بناء الأنسجة  


العوامل الوراثية والتمثيل الغذائي  

تؤثر الوراثة بشكل كبير على بنية الجسم ومعدلات الأيض حيث يمتلك بعض الأشخاص استعداداً جينياً لسرعة حرق السعرات الحرارية حتى مع تناول كميات كافية من الطعام كما أن اضطرابات التمثيل الغذائي الخلقية مثل متلازمة مارفان ترتبط ببنية جسم نحيلة بشكل طبيعي بالإضافة إلى ذلك تؤثر الهرمونات مثل هرمون النمو وعوامل النمو المشابهة للأنسولين على توزيع الكتلة العضلية والدهنية في الجسم  


العادات الحياتية والضغوط الخارجية  

تساهم أنماط الحياة غير المتوازنة في تفاقم مشكلة النحافة حيث يؤدي الإفراط في النشاط البدني دون تعويض السعرات المحروقة بوجبات مناسبة إلى فقدان الوزن المستمر كما أن الضغوط المهنية أو الأكاديمية المزمنة تزيد من إفراز الكورتيزول الذي يعزز تكسير أنسجة الجسم كذلك يرتبط التدخين وتعاطي بعض المواد بتثبيط الشهية وتسريع عملية الأيض بالإضافة إلى أن الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل العلاج الكيميائي أو أدوية الغدة الدرقية تسبب فقداناً غير مقصود للوزن  



  توسع في أسباب النحافة المفرطة للجسم  


الأسباب العضوية والنفسية المتشابكة 

تتداخل العوامل العضوية والنفسية بشكل معقد في حالات النحافة الشديدة حيث تشكل الأمراض العضوية أساساً للاستنزاف المستمر لموارد الجسم فاضطرابات الغدد الصماء كفرط نشاط الغدة الدرقية تزيد معدل الأيض الأساسي بنسبة تصل إلى 60-100% مما يحول الغذاء إلى طاقة دون اكتساب وزن بينما تؤدي أمراض الجهاز الهضمي المزمنة مثل الداء البطني أو متلازمة الأمعاء القصيرة إلى ضعف الامتصاص حتى مع التغذية الجيدة ومن الجانب النفسي يعد فقدان الشهية العصبي أخطر اضطرابات الأكل حيث يرفض المصابون تناول سعرات كافية مع تشوه صورة الجسد كما يسبب الاكتئاب الشديد تغيرات في النواقل العصبية مثل السيروتونين التي تقلل الرغبة في الطعام إلى جانب ذلك تزيد الضغوط النفسية المزمنة من إفراز الكورتيزول الذي يحفز تكسير البروتينات والعضلات  


سوء التغذية والعوامل الاقتصادية والاجتماعية  

يمثل نقص المدخول الغذائي الكيفي والكمي حجر الزاوية في مشكلة النحافة حيث يؤدي الفقر وانعدام الأمن الغذائي إلى نقص حاد في البروتينات والدهون الأساسية والفيتامينات خاصة في المجتمعات النامية كما تساهم العادات الغذائية الخاطئة كاعتماد الوجبات السريعة الفقيرة مغذياً أو الأنظمة النباتية غير المدروسة دون تعويض البروتينات في تفاقم المشكلة بالإضافة إلى ذلك يلعب الجهل بالتغذية السليمة دوراً مهماً فالكثيرون لا يدركون احتياجات أجسامهم من السعرات الحرارية اليومية والتي قد تتجاوز 3000 سعرة للذكور البالغين النشيطين كما تؤثر المشكلات الاجتماعية كالعزلة أو صعوبة الوصول إلى طعام صحي أو عدم امتلاك مهارات طهي أساسية في استمرار حلقة سوء التغذية

الاستعداد الوراثي والاضطرابات الأيضية والهرمونية  

تتحكم الجينات بشكل كبير في بنية الجسم وتوزيع الكتلة العضلية والدهنية حيث توجد متلازمات وراثية محددة مثل متلازمة مارفان ترتبط بنحافة مفرطة وتشوهات هيكلية كما أن الاختلافات الجينية في جينات مثل FTO وMC4R تؤثر على الشهية وتنظيم الطاقة في الجسم أما الاضطرابات الأيضية الخلقية مثل عدم تحمل الفركتوز الوراثي فتعيق عملية الاستفادة من المغذيات الأساسية ومن ناحية أخرى تلعب الاختلالات الهرمونية دوراً محورياً فرتفاع هرمونات الغدة الدرقية يسرع عملية الهدم الغذائي بينما نقص هرمون النمو في البالغين أو مقاومة هرمون الأنسولين تؤثر سلباً على تكوين العضلات كما أن بعض الأدوية مثل المنشطات العصبية وأدوية السرطان تثبط الشهية وتزيد من حرق السعرات بالإضافة إلى أن الإفراط في النشاط البدني دون تعويض الطاقة المستهلكة يؤدي إلى استنزاف مخزون الجسم  


تتطلب النحافة غير المبررة تشخيصاً طبياً شاملاً يشمل تحاليل الدم والهرمونات وتقييم الحالة النفسية ومراجعة التاريخ العائلي حيث أن العلاج الفعال يعتمد على معالجة الأسباب الجذرية مع تقديم دعم تغذوي مكثف وتعديل أنماط الحياة تحت إشراف فريق طبي متكامل.

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم