العكبر او البروبوليس المادة التي لا غنى عنها في الصحة

 

ما هو العكبر (البروبوليس)؟

العكبر، المعروف أيضاً باسم "صمغ النحل" أو "البروبوليس"، هو مادة صمغية طبيعية ينتجها النحل العامل. يقوم النحل بجمع هذه المادة من براعم الأشجار، سيقان النباتات، والنسغ، ثم يخلطها مع شمع النحل وإفرازاته اللعابية. ينتج عن هذا الخليط مادة لزجة تشبه الراتنج، تتراوح ألوانها بين البني الغامق والأخضر المائل إلى البني. يُعتبر العكبر مادة حيوية داخل خلية النحل، فهو أشبه بالأسمنت الطبيعي الذي يستخدمه النحل لحماية بيئته. يتميز العكبر بخصائص كيميائية معقدة وتركيبة غنية بالمركبات النشطة، مما يجعله محط اهتمام كبير في الأوساط العلمية والطبية.

أهم أنواع العكبر من حيث الجودة والقيمة والتركيب

لا يوجد نوع واحد من العكبر، بل يختلف تركيبه الكيميائي وجودته بشكل كبير بناءً على المصدر النباتي الذي يجمع منه النحل، والمنطقة الجغرافية، والموسم. من أشهر الأنواع وأكثرها قيمة: العكبر البرازيلي الأخضر، الذي يجمع النحل مواده الأولية من نبات "باكارين" (Baccharis dracunculifolia)، ويتميز بلونه الأخضر الزيتوني واحتوائه على مركبات فريدة تُعرف باسم "أرتبيلين سي" (Artepillin C)، وهو مركب قوي جداً. هناك أيضاً العكبر الأحمر الذي يتم إنتاجه في مناطق محددة من البرازيل وكوبا، ويستخلصه النحل من الراتنجات الموجودة في أشجار المانجروف، ويُعرف بغناه بمركبات "الفلافونويد" (Flavonoids). أما العكبر الأوروبي، فيُجمع غالباً من براعم أشجار الحور (Poplar)، ويتميز بتركيبته الغنية بالفينولات (Phenols) و"الفلافونيس" (Flavones). هذه الاختلافات في التركيب هي ما يحدد القيمة الدوائية والغذائية لكل نوع.

المنافع الصحية للعكبر لجميع الفئات

يُعرف العكبر بفوائده الصحية المتعددة، مما يجعله مكملاً غذائياً قيماً. يحتوي على أكثر من 300 مركب نشط، بما في ذلك الفلافونويدات، الفينولات، والأحماض الأمينية. يُستخدم العكبر بشكل واسع كعامل مضاد للالتهابات ومضاد للميكروبات، مما يجعله فعالاً في مكافحة البكتيريا والفيروسات والفطريات. كما يُعرف بقدرته على تعزيز الجهاز المناعي، ومساعدة الجسم على مقاومة الأمراض والعدوى. يُستخدم أيضاً في طب الأسنان كعلاج لالتهابات اللثة، وفي علاج الجروح والتقرحات الجلدية بفضل خصائصه المجددة للخلايا. يمكن استخدامه كمضاد للأكسدة، حيث يحمي الجسم من التلف الناتج عن الجذور الحرة. هذه الفوائد تجعله مناسباً لجميع الفئات العمرية، من الأطفال (بجرعات مناسبة) إلى كبار السن، لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض.

كيف يتم جمع العكبر

عملية جمع العكبر من خلايا النحل تتطلب مهارة خاصة من قبل النحالين. النحل يقوم بتغطية الشقوق والفتحات في الخلية بهذه المادة للحفاظ على بيئة معقمة. يستفيد النحالون من هذه الخاصية ويقومون بوضع مصائد خاصة داخل الخلية، مثل شبكات بلاستيكية أو قضبان خشبية صغيرة، في الأماكن التي يفضل النحل ملأها بالعكبر. بعد أن يجمع النحل كمية كافية من العكبر على هذه المصائد، يقوم النحال بإزالتها. يمكن أيضاً جمع العكبر عن طريق كشطه يدوياً من جدران الخلية، ولكن هذه الطريقة أقل كفاءة وتستغرق وقتاً أطول. بعد الجمع، يتم تنقية العكبر الخام لإزالة الشوائب مثل بقايا الشمع والخشب، ليصبح جاهزاً للاستخدام.

وظيفة العكبر في مجتمع النحل

يؤدي العكبر دوراً حيوياً لا غنى عنه في الحفاظ على سلامة واستقرار مجتمع النحل. أولاً، يعمل كحاجز فيزيائي يحمي الخلية من العوامل الخارجية مثل الرياح والأمطار. ثانياً، يقوم النحل بسد الشقوق والفتحات الصغيرة في الخلية باستخدام العكبر، مما يمنع دخول الحيوانات المفترسة والحشرات الأخرى. الأهم من ذلك، أن العكبر يعمل كمطهر طبيعي. يقوم النحل بتغطية السطوح الداخلية للخلية بطبقة رقيقة من العكبر، مما يمنع انتشار البكتيريا، الفطريات، والفيروسات، ويُحافظ على بيئة معقمة وصحية ليرقات النحل. هذه الوظيفة الصحية تجعل الخلية قادرة على مقاومة الأمراض بشكل طبيعي. كما يستخدم النحل العكبر لتحنيط جثث الكائنات الكبيرة التي قد تدخل الخلية، مثل الفئران، لمنع تحللها وانتشار الأمراض.

المناطق المشهورة بإنتاج العكبر والمجتمع المهتم به

تتوزع مناطق إنتاج العكبر حول العالم، ولكن بعض المناطق تشتهر بجودة إنتاجها وتميزه. البرازيل تُعد من أكبر وأهم منتجي العكبر، خاصة العكبر الأخضر والعكبر الأحمر، بسبب تنوعها البيولوجي الفريد. تُعرف أيضاً دول مثل روسيا، أوكرانيا، وكندا بإنتاجها من العكبر الأصفر والبني. أما المجتمع المهتم بالعكبر، فهو يضم فئات متعددة: المستهلكون الأفراد الذين يبحثون عن مكملات غذائية طبيعية لتعزيز صحتهم ومناعتهم، العلماء والباحثون الذين يدرسون مركباته النشطة وخصائصه العلاجية، شركات الأدوية التي تستخدمه في صناعة بعض العلاجات، وصناعة مستحضرات التجميل التي تستفيد من خصائصه المضادة للأكسدة والميكروبات. كما أن النحالين حول العالم يمثلون العمود الفقري لهذه الصناعة، فهم المنتجون الأساسيون لهذه المادة القيمة.