كيف يعيش سكان المناطق القطبية والاسكيموا في درجة حرارة -30 مؤية تحت الصفر


 

 كيف يعمل النظام الغذائي لقبيلة الاسكيموا على مقاومة


البرودة 

النظام الغذائي لقبائل الإسكيمو يلعب دوراً أساسياً في مساعدتهم على التكيف مع البرودة القاسية في بيئتهم القطبية. يعتمد غذاؤهم تقليدياً على اللحوم والأسماك الدهنية مثل الفقمة، الحيتان، والرنة، إضافة إلى سمك السلمون والقد. هذه الأطعمة غنية جداً بالدهون والبروتينات، وهما عنصران أساسيان لتوليد الطاقة والحرارة في الجسم. الدهون على وجه الخصوص توفر سعرات حرارية عالية تساعد على إبقاء درجة حرارة الجسم مستقرة رغم الظروف المناخية المتجمدة.

من جهة أخرى، تحتوي الأسماك البحرية على أحماض أوميغا-3 الدهنية التي تحافظ على سيولة الدم وتدعم صحة القلب والأوعية، وهو أمر مهم في بيئة باردة تقل فيها حركة الأفراد في الخارج. كما أن استهلاك اللحوم النيئة أو شبه المطهوة يمدهم بفيتامين C الموجود في أنسجة الحيوانات البحرية، مما يعوض نقص الخضروات والفواكه في بيئتهم.

هذا النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانية والبروتينات يوفر عزلاً داخلياً حرارياً ويمنح الجسم القدرة على إنتاج الطاقة بسرعة، مما يساعد الإسكيمو على الصمود أمام درجات حرارة تصل إلى ما دون الصفر بكثير. بالتالي، يعد غذاؤهم تكيفاً بيولوجياً وثقافياً مع بيئتهم القاسية، يوازن بين الحاجة للبقاء وصحة الجسم في أقسى بقاع الأرض

ما هي الأساسيات الازمة بناء المساكن في المناطق الباردة 

لقبيلة الاسكيموا


 

تعتمد قبائل الإسكيمو على أساليب بناء تقليدية تتناسب مع الظروف المناخية القاسية التي يعيشون فيها، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر لفترات طويلة. الأساس الأول في بناء مساكنهم هو اختيار مواد عازلة متوفرة في البيئة، وأبرزها الجليد والثلج المضغوط، حيث يتم استخدامه لتشييد ما يعرف بـ الإيغلو. يتميز الثلج بوجود فراغات هوائية داخله، مما يجعله عازلاً ممتازاً للحرارة، فيحافظ على دفء المسكن من الداخل مقارنة بدرجات البرودة القاسية في الخارج.

الأساس الثاني هو التصميم الهندسي، إذ يُبنى الإيغلو على شكل قبة دائرية، وهذا الشكل يقلل من تأثير الرياح العاصفة ويضمن توزيع الضغط بالتساوي على الجدران، ما يزيد من قوة وثبات البناء. كما أن المدخل يكون منخفضاً وممره ضيقاً، مما يمنع دخول الهواء البارد مباشرة إلى الداخل ويساعد على احتباس الحرارة.

أما الأساس الثالث فيتجلى في استخدام مصادر التدفئة الداخلية البسيطة، مثل مصابيح الزيت المصنوعة من دهن الحيوانات، والتي توفر الدفء والإنارة دون أن تذيب جدران الثلج. إضافة إلى ذلك، يتم تبطين أرضية المسكن بجلود الحيوانات لتقليل فقدان الحرارة ولتوفير الراحة.

بهذه الأساسيات يجمع مسكن الإسكيمو بين البساطة والفعالية، ملبياً متطلبات البقاء في واحدة من أبرد البيئات على سطح الأرض.

يلجيء بعض سكان الاسكيموا والمناطق الباردة إلى حفر حفر للسباحة


 

يلجأ بعض سكان المناطق الباردة، مثل الإسكيمو أو هواة الرياضات الشتوية، إلى حفر برك في الثلج واستخدامها كمسبح رغم البرودة الشديدة فيما يُعرف بالسباحة الشتوية. هذا السلوك له تفسير علمي وثقافي؛ فعند الغطس في الماء البارد جداً، ينشط الجهاز العصبي ويزداد تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية للحفاظ على الحرارة، مما يقوي الدورة الدموية ويعزز المناعة. كما أن هذا التعرض المفاجئ للبرد يعقبه شعور بالدفء عند العودة إلى اليابسة. من الناحية الثقافية، يُنظر إليه كنوع من التحدي الجسدي والروحي، يعكس الصمود أمام قسوة الطبيعة.

كيف يتصرف سكان المناطق الباردة في إعداد  الطعام والنوم والاهتمام بالأطفال في درجة حرارة تقل عن 30 

في البيئات القطبية القاسية، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 30 درجة مئوية تحت الصفر، طور الإسكيمو وسكان المناطق الباردة استراتيجيات مدهشة للبقاء. يعد تحضير الطعام أولى هذه التحديات، إذ يعتمدون على صيد الأسماك والحيوانات البحرية مثل الفقمة والرنة. يتم حفظ اللحوم مجمدة طبيعياً في الهواء الطلق، ويُستهلك بعضها نيئاً أو نصف مطهو للحفاظ على القيمة الغذائية، بينما يستخدم دهن الحيوانات كوقود لطهي كميات بسيطة.

أما الاهتمام بالأطفال فيتم بعناية خاصة، حيث يُلف الرضع بجلود الحيوانات السميكة داخل ملابس مصممة لتدفئتهم. وغالباً ما يُحمل الطفل ملاصقاً لجسد الأم أو الأب ليستمد الحرارة مباشرة من جسمهما.

فيما يتعلق بالنوم، يعتمد الإسكيمو على الإيغلو المصنوع من الثلج أو الأكواخ المغطاة بالجلود، حيث يشكل الثلج عازلاً طبيعياً للحرارة. ينامون على جلود الرنة أو الفقمة لتقليل فقدان الحرارة من الأرض، ويغطون أجسادهم بالفراء السميك.

أما الماء، فهو متجمد دائماً، لذلك يقومون بجمع الثلج والجليد وإذابته بالنار للحصول على ما يكفي للشرب والطهي.

بهذه التقاليد والابتكارات، يتمكن الإسكيمو من التكيف مع بيئة شديدة القسوة، محولين موارد بسيطة إلى وسائل بقاء فعالة تحافظ على حياتهم وصحة أسرهم.


إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم