تعتبر البطاطس المقلية من أكثر الأطعمة شعبية حول العالم، لكن الإفراط في تناولها بانتظام يرتبط بعدة أضرار صحية خطيرة على المدى الطويل، لا سيما فيما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية، وخطر الإصابة بالسكري، وتأثيرها السلبي على الدماغ والوظائف الإدراكية.
💔 أمراض القلب والشرايين
يزيد الاستهلاك المنتظم للبطاطس المقلية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل ملحوظ، حيث تؤدي الدهون المشبعة والمتحولة الناتجة عن عملية القلي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم . يساهم هذا الارتفاع في تراكم اللويحات الدهنية داخل جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضيقها وتصلبها، وهي حالة مرضية تعرف بتصلب الشرايين . يضيف ذلك عبئاً إضافياً على القلب لضخ الدم عبر الشرايين المتضيقة، ويزيد من احتمالية حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية . وجدت إحدى الدراسات أن تناول الأطعمة المقلية ثلاث مرات أو أكثر أسبوعياً يرفع فرص الإصابة بهذه الأمراض بنسبة 7%، وقد تصل هذه النسبة إلى 15% في حال الاستهلاك اليومي .
🩸 مرض السكري من النوع الثاني
يرتبط الإكثار من تناول البطاطس المقلية بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث أظهرت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن تناوله ثلاث مرات أسبوعياً يرتبط بزيادة الخطر بنسبة 20% . تحتوي البطاطس نفسها على مؤشر جلايسيمي مرتفع، وعند قليها بالزيت تزداد نسبة الدهون المشبعة والسعرات الحرارية فيها بشكل كبير . تعمل هذه العوامل مجتمعة على تعزيز مقاومة الجسم للأنسولين والالتهابات المزمنة، وهما عاملان رئيسيان في تطور مرض السكري . وعلى العكس من ذلك، لم تُظهر طرق الطهي الأخرى مثل السلق أو الخبز أي زيادة مماثلة في الخطر، مما يؤكد على دور عملية القلي بحد ذاتها .
🧠 الضباب الدماغي والخلل الإدراكي
يمكن أن يؤثر الإفراط في تناول البطاطس المقلية سلباً على صحة الدماغ والوظائف الإدراكية، وذلك بسبب محتواها العالي من الدهون المتحولة التي ترفع الكوليسترول الضار وتخفض الكوليسترول الجيد في الجسم . يؤدي ذلك إلى إعاقة تدفق الدم الطبيعي إلى الدماغ، مما يؤثر على كفاءته . تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الدهون المتحولة في دمائهم أكثر عرضة بنسبة 75% للإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف . كما ارتبط الاستهلاك المتكرر للبطاطس المقلية بزيادة خطر الإصابة بمشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق . بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الطهي في درجات حرارة عالية إلى تكوين مركب الأكريلاميد، الذي ربطته بعض الدراسات بمشاكل في الذاكرة مشابهة لتلك التي يسببها مرض الزهايمر .
💡 نصائح للاستهلاك الآمن
على الرغم من هذه المخاطر، يمكن الاستمتاع بالبطاطس بشكل صحي من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة. يُنصح بالحد من كمية البطاطس المقلية المستهلكة وعدم جعلها جزءاً منتظماً من النظام الغذائي اليومي . يمكن اللجوء إلى طرق طهي صحية أكثر مثل السلق أو الشوي أو حتى استخدام قلاية الهواء للحصول على قرمشة مشابهة مع تجنب كمية الزيوت الكبيرة . كما يوصى باستبدالها ببدائل مغذية كالبطاطا الحلوة المحمصة مع زيت الزيتون، أو الخضروات الطازجة الغنية بالألياف . عند الرغبة في تناول البطاطس المقلية، يفضل تحضيرها في المنزل حيث يمكن التحكم بنوعية الزيت وكميته وإضافة الملح .
الخلاصة أن الاعتدال في الاستهلاك هو المفتاح، فالبطاطس المقلية ليست ضارة إذا تم تناولها بشكل غير متكرر وبكميات معقولة كجزء من نظام غذائي متوازن غني بالفواكه، والخضروات، والبروتينات الصحية، والدهون الجيدة .