العلاقة بين حساسية الغلوتين وتساقط الشعر
قد يكون هناك ارتباط غير مباشر بين استهلاك الغلوتين وضمور بصيلات الشعر لدى بعض الرجال، خاصة المصابين بحساسية الغلوتين غير المشخصة أو مرض السيلياك. عند الأفراد الحساسين، يتسبب الغلوتين في تحفيز استجابة مناعية غير طبيعية تنتج أجساماً مضادة تهاجم أنسجة الجسم بما في ذلك بصيلات الشعر. تؤدي هذه العملية الالتهابية المزمنة إلى إعاقة الدورة الطبيعية لنمو الشعر وتسبب تقلص حجم البصيلات مع الوقت. كما أن سوء الامتصاص المصاب لحساسية الغلوتين يحرم الجسم من العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لصحة الشعر مثل الزنك والحديد والفيتامينات.
الآلية المناعية والالتهابية المؤثرة على البصيلات
تعمل الأجسام المضادة الناتجة عن حساسية الغلوتين على مهاجمة إنزيم ناقل الجلوتامين في الأمعاء، ولكنها قد تهاجم أيضاً إنزيمات مشابهة في بصيلات الشعر. يزيد الالتهاب المزمن من مستويات السيتوكينات الالتهابية التي تعطل دورة نمو الشعر الطبيعية وتسرع من مرحلة التساقط. يؤدي الضغط التأكسدي الناتج عن الالتهاب إلى تلف الخلايا الجذعية في البصيلة المسؤولة عن إنتاج الشعر الجديد. تظهر الدراسات أن الأشخاص المصابين بمرض السيلياك أكثر عرضة للإصابة بداء الثعلبة، وهو مرض مناعي يسبب تساقط الشعر.
العوامل الغذائية الثانوية المرتبطة بحساسية الغلوتين
يسبب ضعف الامتصاص الناتج عن تلف الأمعاء نقصاً في العناصر الغذائية الحاسمة لنمو الشعر مثل الزنك والحديد والسيلينيوم والبيوتين. يعتبر فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من الأسباب المعروفة لتساقط الشعر الكربي، وهو نمط منتشر من التساقط قد يصيب فروة الرأس بالكامل. نقص الزنك يضعف قدرة البصيلات على الانقسام والنمو بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى إنتاج شعر رفيع وهش. تؤثر هذه النواقص الغذائية بشكل خاص على الشعر في منطقة المقدمة حيث تكون البصيلات أكثر حساسية للتغيرات الهرمونية والغذائية.
الاختلافات الفردية في الاستجابة للغلوتين
لا يؤثر الغلوتين على جميع الرجال بنفس الطريقة، حيث تلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في تحديد الحساسية. الأشخاص الحاملين للجينات HLA-DQ2 و HLA-DQ8 أكثر عرضة لتطور استجابة مناعية غير طبيعية للغلوتين. قد تتفاقم المشكلة مع تقدم العمر بسبب زيادة نفاذية الأمعاء وتغيرات في الاستجابة المناعية. يختلف نمط تساقط الشعر بين الأفراد، فالبعض قد يعانون من تساقط منتشر بينما آخرون يعانون من نمط ذكرى تقليدي مع تأثر منطقة المقدمة.
التشخيص والتدبير المناسب للحالة
يجب على الرجال الذين يشكون من وجود رابط بين تناول الغلوتين وتساقط الشعر إجراء فحص دم للكشف عن الأجسام المضادة المرتبطة بحساسية الغلوتين. في حال التشخيص الإيجابي، يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين في تحسين صحة الشعر خلال 6-12 شهراً. يجب العمل مع أخصائي تغذية لضمان تعويض النواقص الغذائية وتصحيح سوء الامتصاص. يمكن أن يكون تساقط الشعر في منطقة المقدمة مؤشراً مهماً لحساسية الغلوتين غير المشخصة، خاصة عند ترافقه مع أعراض هضمية أخرى.
العلاقة بين الغلوتين وتساقط الشعر ليست مباشرة ولا تنطبق على جميع الرجال، ولكنها تستحق الاستقصاء في الحالات المستعصية. الفحص المبكر والالتزام بنظام غذائي خال من الغلوتين عند التشخيص يمكن أن يحسن من صحة الشعر ويوقف التساقط. يجب أن يتم أي تغيير غذائي تحت إشراف طبي لتجنب أي نقص غذائي غير مقصود.