ماهي ا هم فترة زمنية في اليوم يمكن استغلالها لدراسة والحفظ


 

المقدمة

يبحث الكثير من الطلاب والباحثين عن أسرع الطرق وأكثرها فاعلية لاستيعاب المعلومات وحفظها بشكل دائم. ورغم أن طرق المذاكرة تختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك اتفاقاً عاماً على أن بعض الفترات الزمنية في اليوم تكون أفضل من غيرها من حيث تركيز العقل ونشاط الذاكرة. هذه الفترات لا تأتي صدفة، بل ترتبط بإيقاع الجسم الطبيعي المعروف بالساعة البيولوجية، والتي تحدد أوقات اليقظة والطاقة والانتباه. في هذا المقال سنتعرف على أهم الأوقات التي ينصح باستغلالها في الدراسة والحفظ، مع توضيح الأسباب التي تجعلها فترات مثالية لتحقيق أفضل النتائج.

فترة الصباح الباكر

تعتبر ساعات الصباح الباكر من أنسب الأوقات للدراسة، وخاصة بعد الاستيقاظ مباشرة وتناول إفطار صحي خفيف. في هذه المرحلة يكون العقل في قمة نشاطه بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، كما يكون الذهن خالياً من الضغوط والمشتتات التي تتراكم عادة خلال النهار. الأبحاث العلمية أثبتت أن الذاكرة طويلة المدى تعمل بكفاءة عالية في الصباح، مما يجعل الحفظ أكثر سهولة والمراجعة أكثر فاعلية. ولهذا نجد أن الكثير من الأشخاص الذين يعتادون المذاكرة صباحاً ينجحون في تذكر المعلومات لفترات أطول مقارنة بمن يدرسون في أوقات متأخرة. كذلك، توفر فترة الصباح هدوءاً في البيئة المحيطة، مما يساعد على تركيز الذهن واستيعاب الدروس دون إزعاج.

فترة ما بعد الظهيرة

رغم أن البعض يعتقد أن هذه الفترة غير مناسبة بسبب شعور الجسم بالكسل بعد تناول الغداء، إلا أنها في الواقع تعد وقتاً مناسباً لمراجعة المعلومات وتثبيتها. بعد الظهيرة عادة ما يكون مستوى الطاقة متوسطاً، وهو ما يجعل العقل مهيأً للقيام بمهام تحتاج إلى تركيز متوسط وليس عالياً جداً. يمكن للطالب في هذه الفترة أن يخصص وقته لحل التمارين، إعادة صياغة ما درسه في الصباح، أو مراجعة ملخصات سريعة. هذا النوع من النشاط يساعد على ربط المعلومات النظرية بالتطبيق، وهو ما يعزز الذاكرة الفعالة. كما أن الاستفادة من هذا الوقت تمنع ضياع ساعات النهار بلا إنتاجية، مما يمنح الطالب إحساساً بالإنجاز ويزيد من دافعيته للاستمرار.

فترة المساء والليل المبكر

يعد المساء، خاصة بعد غروب الشمس وحتى الساعة العاشرة ليلاً تقريباً، فترة مهمة للحفظ والمراجعة النهائية. خلال هذه الساعات يقل الضجيج الخارجي وتخف الالتزامات اليومية، فيصبح الجو أكثر هدوءاً وانعزالاً، وهو ما يخلق بيئة مثالية للمذاكرة. في هذه المرحلة يميل العقل إلى الهدوء والتأمل، مما يسهل استرجاع المعلومات وترتيبها ذهنياً. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن المذاكرة ليلاً قبل النوم مباشرة تساعد الدماغ على معالجة المعلومات وتثبيتها أثناء النوم، حيث يقوم العقل في مرحلة النوم العميق بترتيب الذكريات وتحويلها إلى معلومات راسخة. لذلك فإن استغلال هذه الفترة في مراجعة النقاط المهمة أو الحفظ المكثف يعطي نتائج


واضحة في اليوم التالي.

الخاتمة

يمكن القول إن أفضل أوقات الدراسة والحفظ ليست ثابتة للجميع، لكنها تتوزع غالباً بين الصباح الباكر، فترة ما بعد الظهيرة، وساعات المساء المبكر. الصباح يمنح طاقة ذهنية عالية مثالية لتلقي المعلومات الجديدة، الظهيرة تصلح لترسيخ ما تم تعلمه عبر التطبيق والمراجعة، بينما المساء يساعد على استرجاع الدروس قبل النوم وتثبيتها في الذاكرة. السر يكمن في معرفة إيقاع جسدك وتجربة هذه الفترات لتحديد الأنسب لك. ولكن ما لا يختلف عليه أحد هو أن استغلال هذه الأوقات بانتظام، مع مزيج من النوم الكافي والتغذية السليمة، يجعل عملية التعلم أكثر سهولة ويضمن نتائج أفضل على المدى الطويل.

 

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم